الخميس، 30 ديسمبر 2010

لا تكن من هؤلاء

تطرقت إلى ضرب الأمثال في القرآن في موضوع سابق تعلق بتشبيه المسيح عليه السلام بآدم عليه السلام،واليوم سأتناول الصورة في هذه الآية، قال الله تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (5، الجمعة). من حكمِ ضَرْبِ هذا المثل القرآني التقريع والتوبيخ ، إذ إن هذا التشبيه يجعل المرء يتدبر قول الله تعالى مع تخيل صورة حمارٍ يحمل كتباً لا يفقه منها شيئاً،فلا يعمل بما فيها ولا يستفيد منها،وكذلك اليهود فقد أنزل الله عز وجلّ لهم التوراة ليحكموا بها ويديروا شئون حياتهم وفق ما جاء فيها من أحكام شرعية، فلم يفعلوا ذلك وتنكروا لدين الله تبارك وتعالى واتخذوه وراء ظهورهم، فقتلوا فريقاً من الأنبياء وكذبوا فريقاً آخر، فاستحقّوا هذا التشبيه. وقد...

الأحد، 26 ديسمبر 2010

عمـَى القلوب

    قبل شهر كنت مسافراً إلى رام الله فاستمعت إلى درس لأحد الشيوخ على إحدى الإذاعات المحلية حول آية من كتاب الله المجيد:  " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ " ولا أدري لماذا أوقعت هذه الآية في نفسي أثراً بالغاً فلعلّها ذكَّرتني بأن الظلمَ قد حرّمه اللهُ عزَّ وجَلّ على عباده فقال في الحديث القدسيّ " يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " أو لأنها آيةُ تعزيةٍ ومواساةٍ لكل من وقع عليه ظلمٌ ،وآيةُ تهديدٍ ووعيدٍ لكل ظالمٍ أبى إلا أن يستكبر في الأرض بغير الحق. والسؤال ما الذي بدا من الله عز وجل حتى ظنّ بعضُ الناس أو كثيرٌ منهم أن الله غافلٌ (حاشاه سبحانه)عما يعمل الظالمون؟ إنّ من صفات الله تبارك وتعالى " الحليم"، والله عز وجلّ له الحلم الكامل الذي وسع أهل...

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

الغضب من الشيطان

قال الله تبارك وتعالى في سورة القصص : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) جاء في فتح القدير للشوكاني رحمه الله تعالى في معرض تفسيره لقوله تعالى( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا) أي دخل موسى المدينة مستخفياً قيل : لما عرف موسى ما هو عليه من الحق في دينه عاب ما عليه قوم فرعون وفشا ذلك منه ، فأخافوه فخافهم ، فكان لا يدخل المدينة إلا مستخفيا) . فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ) أي : ممن شايعه على دينه ، وهم بنو إسرائيل ( وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ )أي : من المعادين...

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

حُجَجٌ بلا علّة

قرأت البارحة هذه الآيات من سورة الزمر فوقفت عند الحجج التي يتعلل بها الكافرون يوم القيامة ويبررون بها كفرهم بالله الواحد الأحد.والحقيقة أن الذي استوقفني عند قراءة هذه الآيات هو حرف العطف " أو" في الآيتين 57 ،58 . يقول الله تبارك وتعالى : وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتىٰ عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ...

الجمعة، 20 أغسطس 2010

إعرف ذنوبك من عثراتك

مَنْ منّا أيها الأخوة لا يتعثر في حياته اليومية في أمر ما ، مَنْ منّا لا تتعثر سيارته أثناء ذهابه إلى مكان ما ، كثير من الناس تحدث معهم هذه الأمور ولكن من منّا عزا هذه العثرات إلى ذنوبه ...من منّا وقف مع نفسه عند عثراته وقال إن هذا الأمر حدث لي اليوم لأني فعلت كذا وقلت كذا . تخيلوا –إخواني- لو كلٌ منّا عزا عثراته إلى المعاصي والذنوب التي يقوم بها مهما صغرت، لو كان الأمر كذلك لفررنا إلى الله سبحانه وتعالى طائعين منيبين توابين ولصلح حالنا واستقام أمرنا، ومن منّا لا يذنب حتى يكون في  مأمن من العثرات والمصائب ،عافانا وإياكم الله تعالى . قال الله تعالى : ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ). وهنا أريد أن أقول  ، كثيراً ما نقرأ هذه الآيات من الذكر الحكيم ولكن قليلاً ما نقف عندها  مستحضرين لمعناها الصحيح : (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ...

السبت، 10 يوليو 2010

وقل ربي زدني علما

جاء في الخبر أن موسى  عليه السلام ظن أنه أعلمُ أهل الأرض في زمانه فأراد ربُّنا تبارك وتعالى أن يعلمه أن العلم كله من الله سبحانه يهبه لمن يشاء من عباده .فأرسل الله تعالى موسى الى مجمع البحرين ليلتقي بالعبد الصالح الذي يفوقه علماً . ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا *  قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) . في هذه الآيات إشارة إلى أنَّ علمَ الإنسان محدودٌ ، وحتى الأنبياء وهم صفوة عباد الله قد لا يدركون على الفور حكمة الله عز وجل في تصريفه للأمور . وهذا درس لنا جميعا بأننا يجب أن نسلم إلى علم الله عز وجل ، وأن نصبر على حكمته في تقدير الأمور وتدبيرها وأن لا نبدي أي...

الأربعاء، 23 يونيو 2010

دعاءُ صاحب الحوت

قال الله تبارك و تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء 87-88) هذه الآيات تتحدث عن نبي الله يونس عليه السلام، وقصته معروفة وقد وردت في كتب التفسير بالتفصيل ولهذا لن أقف على تفسير هاتين الآيتين ، إنما أحببت أن أركز على دعاء سيدنا يونس عليه السلام " أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " . فِي هَذِهِ الْآيَة شَرَطَ اللَّه لِمَنْ دَعَاهُ أَنْ يُجِيبهُ كَمَا أَجَابَهُ وَيُنْجِيه كَمَا أَنْجَاهُ , وَهُوَ قَوْله : " وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " وَلَيْسَ هَاهُنَا صَرِيح دُعَاء وَهُوَ وَإِنَّمَا هُوَ...

السبت، 22 مايو 2010

قصور العقل

سألني أحد الزملاء يوما لماذا خلقني ربّي ثم كلّفني بالقيام بالعبادات فأن لم ألتزم عذبني ربي ؟! يا أخي ، أنا لا أريد أن  أُخلَق من البداية لكي لا أخضع لهذا التكليف ، فابتسمت ابتسامة المستغرب من السؤال ثم أجبته على الفور ...أنت عبدٌ لله وليس لك الإرادة أن تختار أن يخلقك أو لا يخلقك  ،ثم قلت له ولله المثل الأعلى عندما يصنع المهندس جهاز التلفاز فهل يستطيع أن يرفض التلفاز القيام بالعمل الذي صنع من أجله ، طبعا لا يستطيع فلا يمتلك التلفاز إرادة الرفض  .قد يقول قائل هناك فرق بين التلفاز والإنسان ، فأقول تعالى ربُّنا علواً كبيراً عن التمثيل والتشبيه بأي شيء ، ولكن الأمثال يؤتى بها لغةً لتوضيح  الغرض المراد بيانه . أُنظر الى عظمة الله سبحانه وتعالى وبديع صنعه من أرض وسماوات وما فيها من مخلوقات عظيمة فيبدو الإنسان بالنسبة لها مخلوقاً صغيراً ، أو نقطة في هذا الكون الواسع تكاد...

الثلاثاء، 11 مايو 2010

عبث أم بعث

تذكرت حادثةً قبل ثلاثة عشر عاماً -وقد كنت في مكتبي- حينها ناقشت طالباً كان يومها يدَّعي الماركسية ، تلك الماركسية التي تحرره من قيود الدين والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا الفلسطيني ولا تلزمه بأي التزام إلا إتباع الهوى فلا رقيب ولا عتيد . قلت له حينها هل تظن أننا خُلقنا هكذا كما تظن ،أهلُ الشرِّ من اللصوص يسرقون أموال الناس وممتلكاتهم ،والقتلة يفتكون بضحاياهم كما يريدون وأهل الفاحشة يمارسون الخطيئة متى يشاؤون ، الأقوياء يبطشون بالضعفاء والأغنياء منهم يأكلون أموال الناس بالباطل وأصحاب النفوذ يستغلون شعوبهم وينهبون ثروات بلادهم ، أما أهل الخير والصلاح فيكبتون شهواتهم ورغباتهم ويدورون مع الحق حيث دار ،ويصبرون على أذى الآخرين ولسان حالهم يقول كما قال ربهم عنهم : * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * ثم ماذا...

السبت، 8 مايو 2010

لن آكل الثلج

بقلم : A. Qarawani كنتُ جثة هامدةً ممددة على سريرٍ أبيض، غرفة باردة كالثلج، تغصّ برائحة الدواءِ ولا نوافذ.. كانت أمي جالسةً قربي طوال شهرين، وإن كنتُ فاقدة الوعي أغلب الوقتِ غير أني كنتُ أحلم أنّ أنفاسها تعبر رئتي المعطوبة بدفء، وأسمعُ بكاءها السري، وأحزنُ من عجزي أن أفتح عينيّ أو أمدّ كفي المرهقة، وألمس خدها الناعم ، وأقول لها: «هل تسامحيني؟».. كنتُ أحاولُ أن أقول لها كلما صحوت، أنني نادمةٌ جداً، وأنني لنْ آكل الثلج المكوم على حافة النافذة وأغصان الشجر بعدَ الآن . لكنّ الجحيم كان يستعرُ داخلَ جسدي، والصدر حارّ ينضحُ بالدّم؛ السّل ينهشُ أنسجة الرئة الصغيرة، والحنجرة بيضاءُ كقطبِ الجليد. لمْ أكنْ جسداً واحداً.. كانت روحي معلقة في السقف، أنظر...

الخميس، 6 مايو 2010

لا رهبانية في الإسلام

الرهبانية هي غلو في تحمل التعبد بسبب شدة الرهب ، وهي طريقة في العبادة لدى النصارى ، فهل لها أصلٌ في دين الله عز وجل ؟ يقول الله تبارك وتعالى في سورة الحديد : * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * وقد إختلف بعض المفسرين في تفسير قول الله تبارك وتعالى : ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا) لكن من الواضح – والله أعلم – أن معنى هذه الآية هو أن الرهبانية...

السبت، 1 مايو 2010

القفز على الزمن

من المعروف أن القرآن الكريم لسان عربي مبين وقد تحدى الله عز وجل قريش خاصة لفصاحة لسانها والثقلين عامة ولو اجتمعا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن العظيم ، فالمعجزة اللُغوية لهذا القرآن العظيم واضحة وقد عجزت قريش عن التشكيك بهذا القرآن فذهبت إلى محاولة صرف الناس عن إتباعه بنشر الشائعات عن المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل (السحر والمس والكذب وغيرها من الافتراءات التي لم تنَلْ من سمعة محمد صلى الله عليه وسلم ) كما هو حال المجرمين مع رسل الله عز وجل . واليوم سنقف قليلاً مع ظاهرة بلاغية تدعى القطع (القفز على الزمن) التي تظهر بشكل متكرر في السرد القصصي القرآني وهذه من الصور البلاغية التي تحقق الفائدة المرجوَّة ،ومن الأمثلة على ذلك ، قول الله تعالى : * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا...

الاثنين، 26 أبريل 2010

عصا موسى

كثيراً ما نسمع على المستوى الشخصي أو على المستوى السياسي مقولة أني " لن آلو جهداً لحل المشاكل ولكن ليس معي عصا سحرية " وكأن في العبارة إشارة إلى عصا سيدنا موسى عليه السلام . فهل كان أمر العصا كذلك ؟ بالطبع لا، فالعصا ليست سحرية لأن السحر كفر وافتراء على الله ،إسمع قول الله سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام للسحرة :(قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ) - (طه 61) ولو كانت العصا سحرية فلماذا آمن السحرة على الفور ؟ الشيء المؤكد أن الأمر ليس كذلك فالسحر صناعتهم ،ولكن الأمر أعظم من ذلك فانظر الى قول الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام :( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى )-(طه69) وبالمقابل ياتي الجواب من السحرة ، في...

الخميس، 22 أبريل 2010

وعادت الروح تخفق

بقلم: A. Qarawani " كان نهاراً مطفأً في قلبي ، أنفاس قلبي مهترئة وثقيلة ، دمي الجاري في عروقي منهك لا يمنح جلدي لونا طبيعيا ً . كنت غريبا ً ، المكان يلفظُني بقسوة ، ويتبرأ مني . لم يعد لك شيء هنا" . هكذا اعتاد أن يشعر . لم يمض سوى ثلاثة أيام على خروجه ِ من مركز التأهيل ، هناك حيث كانوا يغسلون دمه ويطهرونه من رجسه القديم . لا يتذكر أشياءَ كثيرة حدثت خلال آخر سنوات قضاها ، معظمها في أزقة مظلمة ، وغرف مقيتة ، مع أناس ٍ كثيرين لا يجمعهم سوى إدمانهم . كان يحاول أن يتذكر أول لحظة حدث فيها ذلك . أول لحظة حلق فيها في فلك الوهم . لم يبد ُ الأمر بالغ الخطورة حينها ، كانت لحظة نزع فيها إلى التهور ، وشعر بجرأة وقوة تملآن جسده عندما تناول جرعته الأولى ، لقد تعدّى خطا ً أحمر َ، وتفوق على جبنه من القوانين والمحرمات ، وكان ذلك صاخبا ً ومثيرا ً . لم يشعر أنّه غطس في وحلٍ عفن ، ولم يدرك أنه غارق إلا في لحظة...

الأربعاء، 21 أبريل 2010

معية الله في الآيتين

مَعِيَّةُ الله في الآيتين في قوله تعالى : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61 ) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)) (الشعراء) وقوله سبحانه : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) (40 التوبة ) قرأت موضوعاً لأحد الأخوة على الشبكة العالمية تناول هذا الموضوع فجال في خاطري أنه لم يوضح المشهدين كما يجب ، فارتأيت أن أتناول هذا الموضوع من وجهة نظري مستعينا بكتاب الجامع لأسماء الله الحسنى للأمامين بن القيم والقرطبي وكذلك كتاب التفسير فتح القدير للشوكاني فأقول وبالله التوفيق : إن قول أصحاب نبي الله موسى عليه السلام :(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )...

الاثنين، 19 أبريل 2010

الصفوف الإفتراضية

الصف الأفتراضي هو تقنية برمجية إلكترونية حديثة توفر بيئة تفاعلية تحاكي الصف التقليدي من حيث توفر لوح افتراضي تعرض عليه المادة العلمية من خلال الشرائح ، وميكروفون لإجراء النقاش ونافذة للمحادثة الكتابية ، وتبادل الملفات بشتى أنواعها ، وتوفر أيضا آلية للتجوال من خلال الصف الى الشبكة العالمية . ومن الشركات العالمية التي توفر هذه التقنية شركة الالومينيت Elluminate ورابط الشركة هو www.elluminate.com وتكمن أهمية الصفوف الإفتراضية للمدرس وللدارس في أنها توفر للمدرس فرصة تقديم المادة العلمية على أفضل وجه وذلك لتعدد وتنوع الوسائل والوسائط التي يستطيع استخدامها وهي : 1- إن المدرس يستطيع أن يعرض المادة العلمية باستخدام شرائح البوربوينت مباشرة على اللوحة...

لماذا نأكل الطعام

يحتاج الإنسان إلى تناول الطعام لأداء وظيفتين مختلفتين هما: الوظيفة الأولى : هي إمداد الجسم بالمواد التي يتم بواسطتها بناء مختلف أجزاء الجسم أو إصلاح ما يبلى منها، وأهم الأطعمة التي على الإنسان أن يتناولها حتى يتحقق هذا الهدف هي المواد التي تحوي على البروتينات. الوظيفة الثانية : هي لإمداد الجسم بالطاقة ، إذ أن معظم الطعام الذي يستعمل كوقود، يتم حرقه في الأنسجة، وتمد هذه العملية عضلاتنا بالطاقة، فالجسم في حاجة إلى الطاقة ليقوم بجميع وظائفه. والمصدر الرئيسي لهذا الوقود اللازم لأجسادنا هو المواد الكربوهيدراتية, والدهون في طعامنا. وخلاصة القول أن الإنسان لا يستطيع الحياة بدون الطعام وإذا لم يداوم عليه يموت ، وهذا من الحاجات العضوية التي لا يتصور أن يحيا الإنسان بدونها . وهنا نودُ أن نقول أن من أسماء الله الحسنى البديع ، فقد أبدع سبحانه في صنع الكون والإنسان وأبدع ربنا تبارك وتعالى في إثبات...

السبت، 17 أبريل 2010

وأغمضت القبة عينيها

كنت أراقبُ السماءَ طويلاً ، أراقب الغيمات السائحة .. بعضُ الغيمات تمر خفيفة ، تلقي بظلها الهادئ على كرمة هانئة ، تبتسمُ .. ثم تمضي .. بعضُ الغيماتِ تمرّ كئيبة ، مثقلةٍ بحبّـاتِ الحزن ، تتكىء على وجعها ، فيسيل دمعها غزيراً ورطباً .. فيغسلُ كلّ منافذ الألم .. ويحيي جفاف القلب والرّوح والأرض .. وبعض الغيوم .. تحمل معها الرياح وزخم العاصفة ، تقلب الأشياء .. وتتركُ هوةً في الرّوح لا تلتئم . كنتُ أراقب غيمات العمر .. غيمةٌ واحدةٌ فقط أصابت العمر فانشطر ، غيمة واحدة رمادية تركت حريقاً في شقوقِ القلبِ ، غيمةٌ ولا تزال ماثلةً كأولِ يومٍ قاتمة كآذان الشؤم . ولا زالت تهبطُ عليّ نجواهم ، كلما أسبلتُ جفنيّ ... مريم لا زلتُ أستحضر كل ما حدث، تتوالى في مخيلتي الصور ، وتتردد في مسمعي الأصوات ، وتغص رئتي برائحة الأحداث والأماكن والأشخاص ، وأتذكرني وأنا طفلةٌ صغيرة ، كان كل ما حولي يدور بسرعة حاسمة ، وكنت...

الجمعة، 16 أبريل 2010

تأثير التكنولوجيا على القيم

ان تطور التكنولوجيا الهائل في السنوات الأخيرة احدث طفرة قيمية في المجتمعات العالمية شئنا ذلك أم لم نشأ . فقد غدت الشبكة العالمية مصدرا أساسيا للمعلومات ، فيكفيك دقائق معدودة لجمع المعلومات والتعرف على أي موضوع يخطر ببالك عبر التجول في المواقع والمكتبات الإلكترونية . وبهذا أصبحت الضوابط والقيود على المعلومات أكثر هشاشة سواء كانت على المستوى العائلي أو على المستوى المجتمعي وبالتالي أصبحت التكنولوجيا سيفا ذا حدين مسلطا على رقاب الآباء والأمهات ، فمن جهة لا يستطيع الإنسان اليوم أن يكون مواكبا للتطور العلمي والتقني دون استخدام الشبكة العنكبوتية ، ومن جهة أخرى لا نستطيع ترك أطفالنا لقمة سائغة لأعداء الخير الذين يسخرون هذا الإنجاز والفتح العلمي العظيم للبشرية لتحقيق أهدافهم الربحية الجشعة على حساب المبادىء الأخلاقية للأمم ، فجعلوا من التكنولوجيا شبحا غير أخلاقي. فهل المشكلة في كيفية استخدام التكنولوجيا...

ضرب الأمثال في القرآن

استخدم الله تبارك وتعالى ضرب الأمثال في كتابه المجيد في كثير من الايات ، فالأمثال القرآنية جاءت لتقريب المعاني للعقول وتوضيحها ليزداد الناس فهما وعبرة ، وللأمثال القرآنية أهداف بليغة متنوعة فتارة للترغيب في شيء ما وتارة للتقريع والتخويف من فعل آخر . والان نحن بصدد مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لنصارى نجران حين قدموا الى المصطفى صلى الله عليه وسلم يسألونه عن قوله في المسيح عليه السلام وهذا المثل سيبقى خالداً وناقوسا يدق في أذن من لا يريد أن يقتنع في كيفية خلق المسيح عليه السلام كبشر ،ولنفي صفة الالوهية عنه عليه السلام ففي سورة عمران يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾-( آل عمران: 59) يقول الشوكاني رحمه الله في كتابه " فتح القدير " في معرض تفسيره لهذه الاية :شبه عيسى بآدم في كونه مخلوقا من غير...

الخميس، 15 أبريل 2010

ولا تموتن الا وأنتم مسلمون

قبل ما يقارب عقدين من الزمان وفي ليلة هادئة ظلماء كنت أتدبر في الكون ومخلوقاته وأتدبر في حالي فخطر في بالي قول الله تعالى  :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }(ال عمران 102) .ظاهر الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده بأن يموتوا على الاسلام ، فكيف يتأتى لنا أن نموت على التوحيد والكافر قبل المؤمن يعلم أن الموت قادم بغتة لكل نفس ولن ينجو منه أحد ، أذا كيف نفهم هذه الاية الكريمة ؟ قال شيخ الاسلام ابن تيمية أن هذه الاية تعني الامر بملازمة الأسلام ،ويقول بن كثير في تفسير هذه الاية أي حافظوا على الاسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه . إسمع قول الله تبارك وتعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام :( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...

 
Arabization 3alymni-b