جاء في الخبر أن موسى عليه السلام ظن أنه أعلمُ أهل الأرض في زمانه فأراد ربُّنا تبارك وتعالى أن يعلمه أن العلم كله من الله سبحانه يهبه لمن يشاء من عباده .فأرسل الله تعالى موسى الى مجمع البحرين ليلتقي بالعبد الصالح الذي يفوقه علماً .
( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) .
في هذه الآيات إشارة إلى أنَّ علمَ الإنسان محدودٌ ، وحتى الأنبياء وهم صفوة عباد الله قد لا يدركون على الفور حكمة الله عز وجل في تصريفه للأمور .
وهذا درس لنا جميعا بأننا يجب أن نسلم إلى علم الله عز وجل ، وأن نصبر على حكمته في تقدير الأمور وتدبيرها وأن لا نبدي أي اعتراض على حكمة الله سبحانه وتعالى التي لا يتأتى لنا دائما إدراكها .
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)
نلاحظ في الآيات السابقة أن العبد الصالح نسبَ الإرادة في إحداث العيب أو الضرر في السفينة إلى نفسه مباشرة ، أما في المشهدين القرآنيين الآخرين نسبَ فعله مباشرة إلى إرادة الله سبحانه وتعالى. وهنا أود أن أشير إلى أن هذه الأفعال كلها قام بها العبد الصالح بأمر الله سبحانه.
أقول وبالله التوفيق أن المشهد الذي يتعلق بالسفينة ليس غيبياً بالنسبة لجميع الناس الذين عاشوا في تلك الحقبة فمن المؤكد أن بعض الناس علموا أن الملك يأخذ السفن عنوة ، وبالتالي فهذا العلم ليس غيبياً بحتاً(بالنسبة لموسى عليه السلام كان الأمر غيبيا) وهذا الفعل يتقبله البشر الذين عرفوا ما قام به الملك . بالإضافة إلى أن هذا الفعل قد تم انجاز الغاية منه بمجرد إحداث العيب فالملك من المؤكد لن يأخذ سفينة غير صالحة .
أما بالنسبة للمشهدين القرآنيين الآخرين فهما من الواضح أنهما غيبيان بالنسبة للبشر وبالتالي نسب القيام بهذين الأمرين مباشرة إلى عالم الغيب والشهادة .
ففي المشهد الثاني الهدف أو الغاية لم تتم بمجرد قتل الغلام إنما ستكتمل بأن يرزق الله سبحانه وتعالى هذين الوالدين مولوداً صالحاً طاهراً ، وهذا من اختصاص الله سبحانه وتعالى وليس للعبد الصالح ولا لغيره من البشر أيَّ دور في ذلك .
والمشهد الثالث كذلك لا تتم الغاية من الفعل بمجرد بناء الجدار فقد يخرب مرة أخرى أو يحدث أمر ما فيضيع الكنز فالعبد الصالح ولا أحد ٌ من البشر يستطيع حفظ الكنز لليتيمين ، لكن الأمر بيد الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض الذي تعهد بحفظ الكنز حتى يبلغا أشدهما ، فأمره نافذ سبحانه وتعالى . هذا ما خطر في بالي البارحة والله أعلم .
ماهر قرواني
( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) .
في هذه الآيات إشارة إلى أنَّ علمَ الإنسان محدودٌ ، وحتى الأنبياء وهم صفوة عباد الله قد لا يدركون على الفور حكمة الله عز وجل في تصريفه للأمور .
وهذا درس لنا جميعا بأننا يجب أن نسلم إلى علم الله عز وجل ، وأن نصبر على حكمته في تقدير الأمور وتدبيرها وأن لا نبدي أي اعتراض على حكمة الله سبحانه وتعالى التي لا يتأتى لنا دائما إدراكها .
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)
نلاحظ في الآيات السابقة أن العبد الصالح نسبَ الإرادة في إحداث العيب أو الضرر في السفينة إلى نفسه مباشرة ، أما في المشهدين القرآنيين الآخرين نسبَ فعله مباشرة إلى إرادة الله سبحانه وتعالى. وهنا أود أن أشير إلى أن هذه الأفعال كلها قام بها العبد الصالح بأمر الله سبحانه.
أقول وبالله التوفيق أن المشهد الذي يتعلق بالسفينة ليس غيبياً بالنسبة لجميع الناس الذين عاشوا في تلك الحقبة فمن المؤكد أن بعض الناس علموا أن الملك يأخذ السفن عنوة ، وبالتالي فهذا العلم ليس غيبياً بحتاً(بالنسبة لموسى عليه السلام كان الأمر غيبيا) وهذا الفعل يتقبله البشر الذين عرفوا ما قام به الملك . بالإضافة إلى أن هذا الفعل قد تم انجاز الغاية منه بمجرد إحداث العيب فالملك من المؤكد لن يأخذ سفينة غير صالحة .
أما بالنسبة للمشهدين القرآنيين الآخرين فهما من الواضح أنهما غيبيان بالنسبة للبشر وبالتالي نسب القيام بهذين الأمرين مباشرة إلى عالم الغيب والشهادة .
ففي المشهد الثاني الهدف أو الغاية لم تتم بمجرد قتل الغلام إنما ستكتمل بأن يرزق الله سبحانه وتعالى هذين الوالدين مولوداً صالحاً طاهراً ، وهذا من اختصاص الله سبحانه وتعالى وليس للعبد الصالح ولا لغيره من البشر أيَّ دور في ذلك .
والمشهد الثالث كذلك لا تتم الغاية من الفعل بمجرد بناء الجدار فقد يخرب مرة أخرى أو يحدث أمر ما فيضيع الكنز فالعبد الصالح ولا أحد ٌ من البشر يستطيع حفظ الكنز لليتيمين ، لكن الأمر بيد الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض الذي تعهد بحفظ الكنز حتى يبلغا أشدهما ، فأمره نافذ سبحانه وتعالى . هذا ما خطر في بالي البارحة والله أعلم .
ماهر قرواني