سألني أحد الزملاء يوما لماذا خلقني ربّي ثم كلّفني بالقيام بالعبادات فأن لم ألتزم عذبني ربي ؟!
يا أخي ، أنا لا أريد أن أُخلَق من البداية لكي لا أخضع لهذا التكليف ، فابتسمت ابتسامة المستغرب من السؤال ثم أجبته على الفور ...أنت عبدٌ لله وليس لك الإرادة أن تختار أن يخلقك أو لا يخلقك ،ثم قلت له ولله المثل الأعلى عندما يصنع المهندس جهاز التلفاز فهل يستطيع أن يرفض التلفاز القيام بالعمل الذي صنع من أجله ، طبعا لا يستطيع فلا يمتلك التلفاز إرادة الرفض .
قد يقول قائل هناك فرق بين التلفاز والإنسان ، فأقول تعالى ربُّنا علواً كبيراً عن التمثيل والتشبيه بأي شيء ، ولكن الأمثال يؤتى بها لغةً لتوضيح الغرض المراد بيانه .
أُنظر الى عظمة الله سبحانه وتعالى وبديع صنعه من أرض وسماوات وما فيها من مخلوقات عظيمة فيبدو الإنسان بالنسبة لها مخلوقاً صغيراً ، أو نقطة في هذا الكون الواسع تكاد أن تكون مجردة ، بل إن السماوات السبع بعظمتها -- كما تبدو لنا وكما وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث-- والأرضَ وما فيهن مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وتعالى .
أُنظر الى عظمة الله سبحانه وتعالى وبديع صنعه من أرض وسماوات وما فيها من مخلوقات عظيمة فيبدو الإنسان بالنسبة لها مخلوقاً صغيراً ، أو نقطة في هذا الكون الواسع تكاد أن تكون مجردة ، بل إن السماوات السبع بعظمتها -- كما تبدو لنا وكما وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث-- والأرضَ وما فيهن مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وتعالى .
وهنا أود أن أقول أن كثيراً من المسلمين أو بعضهم لا يستحضرون عظمة الله سبحانه وتعالى في حياتهم اليومية وتصرفاتهم وأقوالهم ، وبعضهم قد يقع في المحظور مثل زميلنا ، فإذا ما رأيت أمراً قد حدث ولم تعرف علته والحكمة منه فانسب ذلك إلى قصور علمك ، واحذر الاعتراض على حكمة الله عز وجل وعدم التسليم بها فقد تتلفظ بكلمة تهوي بك في جهنم سبعين خريفا كما جاء في الحديث ،ولذلك يجب علينا تعظيم الله سبحانه وتعالى حق تعظيمه والإيمان بأسمائه الحسنى وتقديس صفاته العلى ، فاسمع قول الله تعالى :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر 67)
ونحن معشر المسلمين نعلم أن الله سبحانه من صفاته أنه حكيم عليم لا يعبث ولهذا ينبغي علينا أن لا نعترض على القدر كما فعل
كبيرُ السفهاء إبليس في قوله (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)(الأعراف 12).
كبيرُ السفهاء إبليس في قوله (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)(الأعراف 12).
وهنا معنى قوله : إن تفضيلك الطين على النار ليس بحكمة .
انظر أخي المسلم الى أين آلَ بإبليس غرورُه وتكبرُه وعصيانُه وعبارةُ الكفر هذه ، فاستحق لعنةَ اللهِ عليه وعذابه المهين .
وخلاصة القول أنه لا يجوز أن تصدر عنا عباراتٌ أو ألفاظ فيها اعتراض على حكمة الله سبحانه ، فمن حكمة الله تعالى أنهُ أنشأ الخلقَ، وخلق الأنس والجن ليعبدوه ثم يُهلكهم جميعاً و يُعيدُهم اليه ويوفيهم حسابهم،وحُقَّ له ذلك لأنه مالِك ، فبفضله وحكمته وعدله سبحانه وعدَ بالإعاده والجزاء والبقاء الدائم في النعيم لمن أطاعه والعذاب المهين لمن عصاه وخالف أمره .
ماهر قرواني