الخميس، 19 يوليو 2012

وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ

قبل يومين أو ثلاثة سمعت آية من القرآن العظيم, وهي قوله سبحانه وتعالى :} وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ{ (الآية 45 سورة ابراهيم)، فخطر ببالي على الفور حال رئيس مصر الحالي الدكتور محمد مرسي وحال الرئيس السابق مبارك ، فعجبت لهذا الأمر وكأن الآية نزلت حينها.
أنظروا إخوتي الأعزاء أن محمد مرسي كان سجيناً ظلماً وعدواناً من سجّانه مبارك الظالم ، الذي ظلم نفسه بابتعاده عن دين الحق وموالاة اليهود والأمريكان ضد شعبه وأمته، وظلمه لشعبه بنهبه هو وأسرته وأصهاره وأصدقائه لأموال الشعب المصري فألحق به الضرر الجسيم مما زاد الناس فقراً وضنكا ثم ظلمه هو والطغمة الحاكمة التي كانت محيطة به للناس باعتقالهم وتعذيبهم وتشريدهم عن عائلاتهم ، فأملى ربنا تبارك وتعالى له كما أملى لفرعون من قبله ولجميع الفراعنة على مرّ الأزمنة ولم يتعظ بالرؤساء الذين سبقوه ماذا حلّ بهم، ثم جاء العقاب فكان ما كان ،أي عقاب أعظم من أن ترى الشخص الذي كان يقبع في سجونك يرفعه ربّه عز وجل منزلة فيسكنه قصر فرعون مصر الحديث ، ليكون هذا المشهد آية من آيات الله تبارك وتعالى التي كثيرٌ من الناس يغفل عنها، كما جاء في قوله تبارك وتعالى في سورة يونس:(وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ).

ويجدر بالرئيس المصري مرسي أن يكون أهلاً للثقة، فيكون عند حسن ظن الناس به فهم يظنون به خيرا ولهذا هم اختاروه، فهو يحفظ كتاب الله عز وجل ولهذا نظن به خيراً فنذكره بالعدل بين الناس ونشر الأمن والأمان وحفظ أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم ، وهذه مسؤولية عظيمة قد قبل أن يحملها، فنسأل الله أن يوفقه في أداءه وأن يجعل مصر قوية عزيزة لتكون قائدة لهذه الأمة.

السبت، 16 يونيو 2012

العدل والرحمة

العدل والرحمة

خطر في بالي صباح اليوم أن العدل أهم قيمة انسانية في الوجود، بدونها ينعدم استقرار المجتمع وتوازنه،فيسود الظلم والفقر وتحدث الاضطرابات والقلاقل وقد تحدث الثورات والنزاعات بين الناس في المجتمع الواحد ليعود الاستقرار والهدوء على أسس جديدة يضعها مفكرو النظام الجديد وفق المبادئ التي يعتقدون أنها أكثر عدلاً من السابقة. وكذلك الانسان حينما تغيب عنه قيمة العدل يفقد استقراره وتوازنه، فتصدر عنه الأحكام الخاطئة على الأفعال والأشياء فيصبح مائلاً تبعاً لهواه.
ومما عزز هذه الخاطرة أن من أسماء الله الحسنى العدل فهو سبحانه العدل الذي يتصرف في عباده، وهو على صراط مستقيم في فعله وقوله وقضائه، وأمره و نهيه، وثوابه وعقابه.
ولكنّي تذكرت أن رحمة الله تعالى تسبق عدله، فيقول الله تعالى في كتابه المجيد { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }[النحل: 61] وقوله تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97] وهذا عدل منه أيضاً سبحانه، فهو لا يظلم أبدا.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل أحدكم الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال: حتى أنا".
وبعدها تساءلت أيهما أهم العدل أم الرحمة بين العباد ؟
فقلت أن ألله تبارك وتعالى أمر الناس أن يحكموا بينهم بالعدل لتسود الرحمة بين العباد، فالعدل والرحمة متلازمان، فحتى يكون الانسان عادلاً يتطلب منه أن يكون رحيماً والعكسُ صحيح ، وإلّا كيف يكون الشخص رحيماً وظالماً أو عادلاً وليس رحيماً، فلم نعرف من الماضي أو الحاضر شخصاً أو زعيماً عادلاً ولم يكن رحيماً برعيته فعرفنا من الخلفاء الراشدين العدل بين الناس والرأفة بهم والاشفاق عليهم، وعرفنا من الجبابرة الظلم والقسوة والبطش بالعباد.

 
Arabization 3alymni-b