
بقلم : A. Qarawani
كنتُ جثة هامدةً ممددة على سريرٍ أبيض، غرفة باردة كالثلج، تغصّ برائحة الدواءِ ولا نوافذ..
كانت أمي جالسةً قربي طوال شهرين، وإن كنتُ فاقدة الوعي أغلب الوقتِ غير أني كنتُ أحلم أنّ أنفاسها تعبر رئتي المعطوبة بدفء، وأسمعُ بكاءها السري، وأحزنُ من عجزي أن أفتح عينيّ أو أمدّ كفي المرهقة، وألمس خدها الناعم ، وأقول لها: «هل تسامحيني؟»..
كنتُ أحاولُ أن أقول لها كلما صحوت، أنني نادمةٌ جداً، وأنني لنْ آكل الثلج المكوم على حافة النافذة وأغصان الشجر بعدَ الآن . لكنّ الجحيم كان يستعرُ داخلَ جسدي، والصدر حارّ ينضحُ بالدّم؛ السّل ينهشُ أنسجة الرئة الصغيرة، والحنجرة بيضاءُ كقطبِ الجليد. لمْ أكنْ جسداً واحداً.. كانت روحي معلقة في السقف، أنظر...