الاثنين، 19 أبريل 2010

لماذا نأكل الطعام



يحتاج الإنسان إلى تناول الطعام لأداء وظيفتين مختلفتين هما:
الوظيفة الأولى : هي إمداد الجسم بالمواد التي يتم بواسطتها بناء مختلف أجزاء الجسم أو إصلاح ما يبلى منها، وأهم الأطعمة التي على الإنسان أن يتناولها حتى يتحقق هذا الهدف هي المواد التي تحوي على البروتينات.
الوظيفة الثانية : هي لإمداد الجسم بالطاقة ، إذ أن معظم الطعام الذي يستعمل كوقود، يتم حرقه في الأنسجة، وتمد هذه العملية عضلاتنا بالطاقة، فالجسم في حاجة إلى الطاقة ليقوم بجميع وظائفه.
والمصدر الرئيسي لهذا الوقود اللازم لأجسادنا هو المواد الكربوهيدراتية, والدهون في طعامنا. وخلاصة القول أن الإنسان لا يستطيع الحياة بدون الطعام وإذا لم يداوم عليه يموت ، وهذا من الحاجات العضوية التي لا يتصور أن يحيا الإنسان بدونها .


وهنا نودُ أن نقول أن من أسماء الله الحسنى البديع ، فقد أبدع سبحانه في صنع الكون والإنسان وأبدع ربنا تبارك وتعالى في إثبات بشرية عيسى عليه السلام حين قال في كتابه العزيز :
( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون) - (آية 75 من سورة المائدة)


بدأ الله عز وجل هذه الآية بتقرير حقيقة أن المسيح عليه السلام رسول كباقي الرسل جاء بأمور خارقة للعادة بأذن الله  ، فزعم النصارى من بعده أنه اله وأخذوا يدللون على ذلك بمعجزات مثل إحياء الموتى ومعالجة المرضى وغيرها من المعجزات التي منحها له الله عز وجل لتأييد نبوته ولكن لم يزعم النصارى مثلاً بإلوهية موسى عليه السلام على الرغم من أنه كان مؤيداً من الله عز وجل بآيات عظام ، أو سيدنا سليمان عليه السلام الذي كان مسخراً له الطير والريح والجن .
 ثم أتبع ذلك بالإشارة الى أم المسيح مريم عليهما السلام بقوله تعالى (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) أي أنها كانت امرأة تقية صالحة  قانتة لربها ومصدقة بآيات ربها،ثم قال سبحانه


(كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ ) فما المقصود بذلك ؟
نفهم من هذه الآية أن من يأكل الطعام لبناء خلايا جسمه ولإصلاح ما يتلف منها هالك لا محالة بعد مدة من الزمن . كما أننا نستطيع أن نستنتج من هذه الآية الكريمة أن الذي يحتاج الى الطعام للقيام بوظائفه الحيوية والفيزيائية كائن محتاج ضعيف ولا يمكن أن يكون الهاً .
فقوله سبحانه وتعالى (كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ ) انما هو تقرير وتأكيد للحقيقة السابقة أن عيسى عليه السلام إنسانٌ .

ثم يقول ربنا تبارك وتعالى  (انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون)  أي كيف يبين لهم الأدلة على بشرية المسيح عليه السلام وكما يقول الشوكاني رحمه الله " فيه تعجيب من حال النصارى الذين يجعلون تلك الاوصاف مستلزمة للإلوهية ويغفلون عن كونها موجودة في من لا يقولون بأنه اله " ثم كرر (أنظر) لشدة التعجب من حال هؤلاء لإنصرافهم وبعدهم عن الحق بعد ما تبين لهم من الأدلة .




ماهر قرواني



 
Arabization 3alymni-b