السبت، 16 يونيو 2012

العدل والرحمة

العدل والرحمة

خطر في بالي صباح اليوم أن العدل أهم قيمة انسانية في الوجود، بدونها ينعدم استقرار المجتمع وتوازنه،فيسود الظلم والفقر وتحدث الاضطرابات والقلاقل وقد تحدث الثورات والنزاعات بين الناس في المجتمع الواحد ليعود الاستقرار والهدوء على أسس جديدة يضعها مفكرو النظام الجديد وفق المبادئ التي يعتقدون أنها أكثر عدلاً من السابقة. وكذلك الانسان حينما تغيب عنه قيمة العدل يفقد استقراره وتوازنه، فتصدر عنه الأحكام الخاطئة على الأفعال والأشياء فيصبح مائلاً تبعاً لهواه.
ومما عزز هذه الخاطرة أن من أسماء الله الحسنى العدل فهو سبحانه العدل الذي يتصرف في عباده، وهو على صراط مستقيم في فعله وقوله وقضائه، وأمره و نهيه، وثوابه وعقابه.
ولكنّي تذكرت أن رحمة الله تعالى تسبق عدله، فيقول الله تعالى في كتابه المجيد { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }[النحل: 61] وقوله تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97] وهذا عدل منه أيضاً سبحانه، فهو لا يظلم أبدا.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل أحدكم الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال: حتى أنا".
وبعدها تساءلت أيهما أهم العدل أم الرحمة بين العباد ؟
فقلت أن ألله تبارك وتعالى أمر الناس أن يحكموا بينهم بالعدل لتسود الرحمة بين العباد، فالعدل والرحمة متلازمان، فحتى يكون الانسان عادلاً يتطلب منه أن يكون رحيماً والعكسُ صحيح ، وإلّا كيف يكون الشخص رحيماً وظالماً أو عادلاً وليس رحيماً، فلم نعرف من الماضي أو الحاضر شخصاً أو زعيماً عادلاً ولم يكن رحيماً برعيته فعرفنا من الخلفاء الراشدين العدل بين الناس والرأفة بهم والاشفاق عليهم، وعرفنا من الجبابرة الظلم والقسوة والبطش بالعباد.

 
Arabization 3alymni-b