ذكر زين الدين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء قال: حديث حاتم الأصم: العجلة من الشيطان إلا في خمسة فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إطعام الطعام، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب. أخرجه الترمذي من حديث سهل بن سعد: الأناة من الله، والعجلة من الشيطان. وسنده ضعيف. وأما الاستثناء فروى أبو داود من حديث سعد بن أبي وقاص: التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة. قال الأعمش: لا أعلم إلا أنه رفعه. وروى المزي في التهذيب في ترجمة محمد بن موسى بن نفيع عن مشيخة من قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأناة في كل شيء إلا في ثلاث: إذا صيح في خيل الله، وإذا نودي بالصلاة، وإذا كانت الجنازة... الحديث مرسل، والترمذي من حديث علي: ثلاثة لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا.. وسنده حسن.
فهذا هو غاية ما ذكر في هذا الأمر، وأجودها سندا حديث علي: ثلاثة لا تؤخرها.. فقد أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي، وكذلك أخرجه أحمد في مسنده والبيهقي في سننه.(الشبكة الإسلامية)
تخيل نفسك لو خرجت من بيتك تقود سيارتك مسرعاً ، أو لو اتخذت- على عَجلٍ، قراراً في مسألة ما , أو لو أن عامل البناء أنجز عمله على عجل أو أن الطبيب أجرى عملية الجراحة بسرعة عالية أو أن المدرس شرح درس الفيزياء أو الرياضيات بسرعة ، أو أن ربة البيت طهت الطعام بسرعة. تخيل الأخطاء التي قد تحدث نتيجة العجلة فمثلا السائق قد تقوده السرعة إلى إزهاق أرواح الناس ، والبنّاء قد لا يتقن عمله كما يستطيع، والمدرس قد لا يحقق أهداف الدرس المأمولة وربة البيت قد تفسد الطعام.
فالشاهد في هذه المسألة أننا نحن المسلمون مطالبون من الله تعالى ومن رسوله الكريم بإتقان العمل، فالله تعالى يقول مخاطباً المؤمنين في كتابه العزيز:
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .(التوبة 103-105)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. أخرجه أبو يعلى والطبراني، وقد صححه الألباني في الصحيحة نظرا لشواهده.(الشبكة الإسلامية).ولكن العجلة في معظم الحالات تؤدي إلى عكس ذلك فنكون بذلك قد خالفنا الله عز وجل ورسوله الكريم، فيكون للشيطان نصيب في أعمالنا المستعجلة.
والآن تخيل لو كانت العجلة في أداء العبادات مثل الوضوء والصلاة ، فمثلاً إذا أدّيت الصلاة على عجلة من أمرك فقد تسرق منها الاطمئنان في أداء السجود والركوع والوقوف فعن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته.
فقالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: (لا يتم ركوعها ولا سجودها) أو قال: (لا يقيم صلبه في الركوع والسجود) رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح الاسناد، كما أنك لا تستطيع الخشوع والخضوع لله تعالى في الصلاة المستعجلة، وبذلك يكون قد نال الشيطان منها حظاً. والله أحكم وأعلم